يشهد الواقع الأكاديمي في الوطن العربي وفي العالم عموماً قفزات كبيرة في مجال المعيارية الضامنة لتحقيق جودة المخرجات التعليمية والممارسات الأكاديمية الحديثة، وعملت جامعة إقليم سبأ منذ بداية تأسيسها في 2016م على إيلاء هذا الجانب قدراً كبيراً من اهتمام لمواكبة التطورات المعرفية والإدارية وفق معايير الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي، فكان إنشاء المركز في العام 2018م تعبيرا عن هذه التوجهات الحثيثة لقيادة الجامعة. ومنذ تأسيس المركز فقد أولى اهتمامه بالتطوير الأكاديمي وضمان الجودة من خلال الضبط المعياري وتنظيم الأداء الأكاديمي وفق المعايير الوطنية والعالمية لضمان جودة المخرجات وتحقيق التنافسية الاقليمية والتميز المحلي عبر معايير الجودة المعتمدة، والمساعدة في تأهيل الجامعة للتميز في مسار التصنيفات المحلية والإقليمية. ولم يعد الالتزام بمعايير الجودة الشاملة خيار تطوير فحسب، بل صار ضرورة بقاء في الساحة الأكاديمية وتحقيق الحد الأمثل لتمكين مخرجات الجامعة في مختلف التخصصات الاندماج مع البيئة المحلية والشروط الأكاديمية للقبول والفاعلية في عالم الحداثة وثورة المعايير الأكاديمية داخل اليمن وخارجها. ولتحقيق النجاح في هذا المسار المهم فقد أنجز المركز عددا من الأسس والمرتكزات الموضوعية والفنية وأدوات العمل المنسجمة مع طبيعة الاستحقاقات الملحة، ومن ذلك بناء النماذج والقوالب الخاصة بتوصيف البرامج الأكاديمية والمقررات الدراسية، والخطط والتقارير والهياكل واللوائح في ضوء معايير الاعتماد وضمان جودة التعليم العالي، كما أسهم المركز في تدريب الكوادر الأكاديمية والإدارية والفنية على متطلبات النهوض بالعمل في مختلف مجالاته وفق تلك المعايير. وبالفعل أنجز المركز بالتعاون مع الكليات، وكافة الجهات المختصة بالجامعة مهمة توصيف البرامج الأكاديمية وضبط الخطط الدراسية، وإدامة الاستمرارية في توصيف المقررات والتهيئة لتأهيل البرامج للحصول على الاعتماد الوطني الرسمي من قبل مجلس الاعتماد بوزارة التعليم العالي. وفي مسار استراتيجي آخر أنجز المركز بتعاون ودعم قيادة الجامعة وضع الخطة الاستراتيجية للجامعة لخمس سنوات قادمة وفق مراحل المسح الميداني الشامل والدراسة الذاتية وتحديد الفجوات وترتيب الأولويات بالموازنة بين متطلبات الاعتماد البرامجي والمؤسسي وبين حاجة الجامعة وبيئتها المحيطة وواقعها الحالي. كما تم إنجاز مشروع الوصف الوظيفي العام لكافة الوحدات الإدارية من رئاستها وأمانتها العامة وكلياتها ومراكزها، حيث وصلت هذه الجهود في المرحلة الراهنة إلى مرحلة التحكيم الخارجي. ولا تزال عملية التطوير الأكاديمي وضمان الجودة ماضية نحو تحقيق أهدافها وفق معايير الجودة والتطور المستمر، فالجودة مرحلة مستمرة وليست محطة وصول. وما كان لنا أن نحقق شيئا من ذلك لولا توجهات ودعم قيادة الجامعة ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور محمد حمود القدسي، ودعم وتشجيع توجهات التطوير والتحديث من قبل السلطة المحلية بمحافظة مأرب ممثلة باللواء سلطان بن علي العرادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب. كما لم يكن إنجاز ما تم إنجازه ممكنا لولا تعاون القيادات الأكاديمية والإدارية بالجامعة والكوادر التخصصية والفنية في مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة، وأعضاء هيئة التدريس وكافة منسوبي الجامعة، الذين كانوا جميعا شركاء في صناعة هذه الإنجازات في مختلف المراحل، وفي هذا الصدد نتوجه بالشكر والتقدير لهم جميعاً، ومعاً سنحقق كافة التطلعات بما يلبي حاجة المجتمع ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة، ويضع الجامعة ومخرجاتها في مسار التميز المحلي والمنافسة الاقليمية.
المزيد